طابت اوقاتكم ..
علي شعيب
سبعة عقود من النكبات !!
الخامس عشر من مايو منذ 71 عاما؛ يوم عصيب على فئة من الناس يقال ان جنسهم عربي !
ففي مثل هذا اليوم من سنة 1948 م ازدردت هذه الفئة من الناس؛ الذين يكونون مجموعة دول لها إعلامها ونشيدها وحكوماتها وممالكها؛ اول هزيمة على يد عصابات الهاغانا التي يقودها ديفيد بن غوريون وموشيه دايان ومناحيم بيغن واسحاق شامير وشمعون بيريز ؛ وأسست هذه العصابة دولة إسرائيل في أرض فلسطين،وعلى حساب شعبها الذي خذله قادة شعوب إخوانه ؛ وكان أول الخذلان بأن اوقعوا الشبان العرب المتحمسين لمحاربة عصابات الهاغانا وطردها بعد استرداد فلسطين موطن بيت المقدس وكنيسة القيامة؛ اوقعوهم في براثن ((أسلحة فاسدة)) حتى لا يتأذى بن غوريون وعصابته من حماسة الشبان ..
واستسلم المتحمسون ولم يجدوا سبيلا للقضاء على عدوهم رغم الفارق بينهم وبينه !!
فهم دول وجيوش؛ وعدوهم مجموعة من اليهود المهجرين من عدة اعراق وبلدان اقنعهم واحد منهم بأن ينشئوا لهم ((كيان )) ولو على جزء من فلسطين وان لم يبلغ 50% من مساحتها .. وأقرت الأمم المتحدة بشرعية الكيان الجديد وقسمت فلسطين بالتساوي بينه وبين سكانها الأصليين؛ لكن العرب أصحاب الأسلحة الفاسدة والنفوس الخائرة لم يقبلوا بالتقسيم ظنا منهم أن رفضهم سيمنع قيام إسرائيل أو على الأقل يعرقلها ليتضح فيما بعد أن ذلك الرفض ما كان إلا أحد أسباب تغولها بمفردها وانكسارات العرب مجتمعين !!
فها هي إسرائيل اليوم وبعد 71 عاما تستولي على 90% من مساحة فلسطين؛ ويتوزع الفلسطينيون على قطاع غزة ورام الله اللذين يفصل بينهما غابة من المستوطنات والجدار العازل ولا يشكلان مجمعين 10 % من مساحة فلسطين !!
وهاهم اليهود أبناء عصابات الهاغانا واحفادهم يرسلون المركبات الفضائية إلى القمر لإحضار عينات من صخوره وتربته لدراستها .. وها نحن ((فئة الناس)) الذين يقال لنا ((عرب)) يقاتل بعضنا بعضا .
وهاهم آباء واحفاد الهاغانا يرغمون امريكا والغرب على أن يدفع لهم سنويا مليارات الدولارات ليعززوا وجودهم .. بينما نحن يدفع قادتنا المليارات للحفاظ على ((ألقاب مملكة في غير موضعها .. كالهر يروي انتفاخا صولة الأسد)) !!
علي شعيب .