باختصار
منشآت ينخرها الصدأ .. متى تسعف بالبناء ؟
عامر جمعة –
عمارات تحتوى على مئات الشقق ، وجسور ومسارات طرق تحت الإنشاء ، في عديد المدن الليبية ، وخاصة طرابلس لم يضاف لها مسمار واحد منذ ثماني سنوات !!
كانت حجة الجهات المعنية بالتنمية هي رحيل الشركات الأجنبية المنفذة لهذه المشاريع ، خلال السنوات الثماني صرفت ميزانيات بمبالغ خيالية ، ولم تتم الالتفات لهذه المشاريع ولو بعين واحدة .
لقد كان بالإمكان إيجاد حلول لهذه الإشكالية ولو بصفة جزئية ، وكان من الممكن معالجة الأمر في حينه ، خاصة في المناطق غير المتوترة ، لكن المثل الذي يقول ” طول الخيط يضيع الإبرة ” كان حاضرا بامتياز . فالسنوات الثماني فعلت فعلها في هذه المنشآت ، خاصة تلك التي كانت في مرحلة تنفيذ مبكرة ، ومن بينها جسور الطريق الدائري الثالث بالعاصمة طرابلس ، وبعض العمارات بطريق السواني ، وبوابة الجبس ، وغيرها من الأماكن الأخرى ، لقد فعلت الرطوبة فعلها في الأساسات المعدنية لهذه الإنشاءات ، حيث بدأ الصدأ بنخرها ، الأمر الذي يجعلها بعد بضع سنوات أخرى ” إن لم يتم تدارك الموقف بسرعة ” غير آمنة ، وهو مايؤدي في نهاية الأمر إلى إزالتها بصفة نهائية بدلا من استكمالها . وبالتالي ضياع كل ماتم إنفاقه في السابق على هذه المشاريع .
إن الإسراع بتدارك الموقف ، والعمل على استكمال بعض هذه المنشآت إن تعذر استكمالها كلها قبل أن تفقد مع الوقت صلاحيتها ، وفقدها للعمر الافتراضي قبل الأوان ، سوف يؤدي إلى حلحلة عديد المشاكل ، يأتي ملف الإسكان ، وتخفيف حدة المختنقات المرورية في مقدمتها . وفوق هذه وتلك إغلاق ملف التعويضات الذي تطالب بها الشركات الأجنبية المنفذة بصورة نهائية ، بعد تخييرها بين العودة لاستكمال ما بدأته ، أو إلغاء العقود التي سبق وإن أبرمت معها بصفة نهائية .