حوش الحفر
1) تتميز مدينة غريان وبعض المناطق المجاورة لها بوجود منازل الحفر أو ما يسمى عند أهلها(حوش الحفر) وهو يمثل مرحلة من مراحل تطور المسكن في المنطقة الذي بدأ بالكهف أو ما يسمى (الكاف) تم (الكيب) وهو عمل خندق في منطقة سهلة الحفر تم يغطى ببقايا النباتات تم تطور إلى (الفصيل وحوش الحفر)
2) حوش الحفر اشكال ومقاسات عديدة لكنه بشكل عام يتم انشاؤه عن طريق حفر حفرة عمودية يصل عمقها إلى عشرة أمتار أحياناً بأطوال متفاوته وأغلبها 10 × 10 م تم يتم حفر ما يسمى (الديار) بداية من قاع الحفر السابق وهو حفر أفقي يبدأ بالباب بعرض متر تم يبدأ بالتوسع فيه بعرض 4 متر تقريباً ويمتد بعمق قد يصل إلى عشرة متر، وتسمى المساحة التي يفتح فيها جميع الديار بوسط الحوش، ويمكن الخروج من المنزل الموصوف عن طريق ما يسمى (السقيفة) وهو خندق بارتفاع 4 متر تقريباً يتم حفره بطريق مائلة وبزاوية 45 تقريباً حتى يصل إلى سطح الأرض،
3) يكون للمسكن المذكور باب رئيسى مصنوع من خشب الزيتون، وله قفل حديد ومفتاح طويل مميز، وأحياناً يصنع القفل والمفتاح من الخشب،
4) يتم حماية حوش الحفر من جريان السيول عن طريق (الوني) وهى طابية صغيرة تدور حول حافة الحوش من أعلى وخارجها يتم اعداد مجرى ماء، أما المياه المتجمعة في وسط الحوش فيتم احتوائها في حفرة تسمى (الحفير)، كما يكون للحوش وفي منتصف الحائط بروز يترك اثناء الحفر يسمى (الحزام) ليمنع انسياب المياه على فم الديار،
5) كما كانوا يحفرون حفرة في الحائط الخالي من الديار في منتصف ارتفاع حائط الحوش بعمق قد يصل إلى 6 متر يسمى (المطلع) وبه فتحة تربطه بسطح الأرض أعلى الحوش بقطر 20 سم تقريباً ويكون جنب هذه الحفرة على سطح الأرض (المندرة) وهى مساحة من الأرض لفصل حبوب الشعير عن بقية المخلفات ويتم من خلال الفتحة المذكورة توصيل حبوب الشعير بعد تنقيتها إلى المطلع ليتم بعد ذلك التصرف فيها إما بالاكل أو التخزين،
6) كما يتم أمام مدخل حوش الحفر بناء ما يسمونه (الزريبة) وتعد في أغلب الأحيان بالحجر المختلط بالتراب وتحاط بأغصان شجر السدر،
7) ولتخزين الحبوب لمدة طويلة يتم حفر حفرة بعمق 5 متر تقريباً تسمى (المطمور) حيت يتم وضع حبوب الشعير فيه وإغلاقها بإحكـام، وعند دخولك من السقيفة قد تجد في بعض المنازل ما يسمى (الحناية) وهى مساحة محفورة وواسعة قد تستعمل في حماية الحيوانات الرعوية من الأمطار والثلوج، ويوجد بالحوش دار صغيرة تسمى (المطبخ) يستعمل للطهي.
8) استعمل سكان المنطقة هذه المساكن لفترات طويلة من الزمن وهي لا تستحق لا لتدفئة شتاء ولا لوسائل تبريد أوتكييف صيفاً، فيمكن استعمال الاغطية صيفاً بالرغم من وصول درجات الحرارة الخارجية فوق 40 درجة، كما يمكن النوم فيها بدون أغطية شتاء عندما تصل الحرارة الخارجية تحت الصفر، وهى تصلح لحفظ الحبوب والاطعمة بحالة سليمة لفترات طويلة.
9) تشكل حالياً المعاصر القديمة ومصانع الفخار التقليدية وحياش الحفر، معلما مهما من معالم مدينة غريان، والمدينة كغيرها من مدن ليبيا تنتشر فيها المعالم والاثار الرومانية القديمة ومن أهما السدود المائية والقصور التي تم بنأوها على قمم الجبال والمقابر الرومانية.
10) تعتبر غريان كلمة أمازيغية الأصل تعود وتُنسب إلى قبيلة أمازيغية عاشت في المدينة قديماً، ومما يدل على وجود هذه القبيلة في المدينة أنّ هنالك عدة مناطق داخل غريات تُسمى بمسميات أمازيغية مثل الدواسير، وأتبادوت، وأمسوفين. ويُقال إنّ أصل تسمية غريان هو غريال أي أرض الطين في إحدى اللغات القديمة للبربر، بعد ذلك تم تحريف لفظ غريال إلى غريان، ووجد المؤرخون وعلماء التاريخ أنّ هذه الرواية هي الأكثر صحة من بين الروايات السابقة لأنّ غريان هي عبارة عن أرض طينية وجبلية.